يجب أن تتمتع كل مدرسة بذهنية قادرة على النمو والتطور لضمان تزويد طلابها بتجارب تكسبهم ما يحتاجونه من القدرات والمعارف، كما يجب أن تُقبل المدارس على احتضان المنظومات التي من شأنها دعم نمو الطلاب على نحو يواكب أحدث متطلبات العصر. ولهذا السبب نتبع في مدرسة جيمس الدولية منهجية متكاملة ومتواصلة لتقديم البكالوريا الدولية.

تتسم برامج البكالوريا الدولية لدينا بكونها قائمة على أبحاث مثبتة، ويتم تقييمها بشكل منتظم من قبل مجموعة من الخبراء الذين يعاينون أساليب المدرسين في التعليم ومنهجيات تعلّم الطلاب من أجل ضمان اتساق البرامج وتنفيذها كما هو مخطط. ويسمح هذا المبدأ الأساسي لبرنامجنا لمرحلة السنوات المتوسطة بإتاحة إطار للبكالوريا الدولية يواكب أحدث المتطلبات والتطورات دوماً ليضمن دعم الطفل في تطوير ذاته بشكل متكامل مع التركيز على كافة المواد والمواضيع والمهارات الهامة، فضلاً عن تطوير ذاتهم اجتماعياً وعاطفياً واكتساب مفاهيم جديدة ذات مغزى.

كما يركز برنامج السنوات المتوسطة على تطوير المعارف والمهارات والمفاهيم التي تساعد الطلاب على تطبيق ما تعلموه على أرض الواقع، بما لا يقتصر فقط على الجوانب النظرية.

يتيح برنامج السنوات المتوسطة تجارب التدريس والتعلّم من خلال ثمان مجموعات رئيسة للمواد:

• اللغة والأدب (العربية والإنجليزية)
• تعلّم اللغات الأجنبية (العربية، الفرنسية، الإسبانية)
• الفرد والمجتمع (العلوم الإنسانية المتكاملة)
• العلوم (العلوم المتكاملة)
• الرياضيات (مع خيار توسيع نطاق الرياضيات حتى الصف التاسع)
• الفنون (التمثيل والموسيقا والفنون البصرية)
• التربية البدنية والصحية
• التصميم

بهدف تشجيع طلابنا على تطوير المهارات المطلوبة لخياراتهم المستقبلية خلال المرحلة الثانوية، فإننا نتيح لطلاب الصفين التاسع والعاشر المرونة لدراسة إحدى مجموعات المواد التالية بصفتها اختيارية:

• الفنون: التمثيل والمسرح والفنون البصرية
• التربية البدنية والصحية
• التصميم: تصميم المنتجات، تصميم الأغذية، وتكنولوجيا التصميم.

امتثالاً مع متطلبات وزارة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، نقدم في مدرسة جيمس الدولية أيضاً التربية الإسلامية، والتي تندرج في إطار موادنا لدراسات الفرد والمجتمع، ونقدّمها لكل من الناطقين بالعربية والناطقين بغيرها.

يعتمد برنامجنا للسنوات المتوسطة مفهوم التقييم للمحتوى والمهارات والإدراك المفاهيمي، ولهذا السبب تعاين كل واحدة من مجموعات المواد سَير تعلّم الطلاب بالاعتماد على أربعة معايير أساسية.

نلفت عناية الأهالي إلى أن تقييم التعلّم خلال المرحلة المتوسطة لا ينعكس على الاختبارات التقليدية، ولو أن هذه الأخيرة تعتبر بطبيعة الحال جزءاً من الدراسة في السنوات المتوسطة؛ حيث يقوم المعلمون لتقييم طلاب هذه المرحلة بمعاينة مجموعة المواد الدراسية بالاعتماد على معايير محددة لكل مجموعة في كل سنة من البرنامج، وذلك باتباع منهجيات تقييم متنوّعة.

يعتمد كل واحد من تقييمات السنوات المتوسطة على سلم يتراوح من 0 إلى 8 درجات (8 هي الأعلى)، حيث يقدم كل مستوى من المستويات توصيفاً كمياً لقدرة الطالب على إثبات معرفته بخصوص مادة أو مهارة أو معرفة معيّنة والمفاهيم المرتبطة بها، ويزداد التقييم تعقيداً مع كل سنة من سنوات البرنامج.

وتعتبر 8 هي الدرجة الأعلى في كل واحد من المعايير (8×4= 32 درجة)، وبمجرد انتهاء المعلمين من معاينة المعايير الأربعة، يتم تحديد الدرجة النهائية بالاعتماد على الأسس التالية:

يشجّع برنامج السنوات المتوسطة على اعتماد التقييم التكويني، والذي يعاين أداء الطلاب في القاعات الدرسية ومستوى انخراطهم في مختلف تجارب التعلّم المرتبطة بمعايير محددة أو مجالات فرعية لمعيار محدّد معترف به. ويأخذ التقييم التكويني صيغة متواصلة لمتابعة ما يحققه الطلاب من إنجازات مفاهيمية وما يطورونه من مهارات وكفاءات بما لا يقتصر فقط على نتائجهم في الاختبارات والفحوص.

وقد يأخذ التقييم التكويني أشكالاً عديدة مثل الأسئلة، أو تذاكر الخروج، أو المؤتمرات الشخصية، أو الإجابة على استبيانات، وغيرها. وسيتعرّف الأهالي على التقييم التكويني والتقييم في المراحل المتوسطة من خلال تفاعلهم مع منسق هذه المرحلة أثناء جلسات التواصل مع أولياء الأمور في مدرسة جيمس الدولية.

من أجل توظيف مهارات طلاب البكالوريا الدولية على أرض الواقع خلال مرحلة السنوات المتوسطة، فإننا نروّج لمفهوم "الخدمة كنشاط" في كافة مجموعة مواد هذه المرحلة؛ حيث يعتبر التعلّم عبر الممارسة جانباً هاماً من فلسفتنا ومنهجيتنا في البكالوريا الدولية، ونحرص كل الحرص على تشجيع الطلاب في اتخاذ خطوات فعلية قائمة على مبادئ راسخة كجانب هام من المرحلة المتوسطة.

ولدينا في مدرسة جيمس الدولية نظام يطالب التلاميذ من الصف السادس إلى التاسع بإتمام تجربتين اثنتين كحد أدنى للخدمة تنطويان على قيمة للمصلحة العامة المجتمعية، وذلك مع الالتزام بالمبادئ الواردة في الكتيب الإرشادي للخدمة الطلابية. أما طلاب الصف العاشر، فعليهم إتمام تجربة واحدة على الأقل. ويخضع الطلاب في كل ذلك لإشراف منسق السنوات المتوسطة ومنسق "الخدمة كنشاط" كي نضمن فهمهم لفكرة الخدمات والأنشطة المقصودة، وكيف لهم أن يصمموا تجارب تعلّم فعالة مع تقييمها والاستفادة منها.

ويعتبر "الخدمة كنشاط" جزءاً من المنهاج الأساسي للمرحلة المتوسطة، لذا يُطالب كافة التلاميذ باستيفاء المتطلبات المنصوص عليها في الكتيب الإرشادي للخدمة العامة في مدرسة جيمس الدولية.

يهدف المشروع الشخصي إلى تشجيع الطلاب على ممارسة وتحسين منهجياتهم في التعلم، والاستفادة من خبراتهم السابقة في تعلّم مختلف المواد، وتطوير مجالات اهتمام شخصية؛ حيث يتيح هذا البرنامج فرصة مميّزة للطلاب كي يقدّموا منتجات/نتائج شخصية بكل معنى الكلمة، وغالباً ما تنطوي على سوية عالية من الإبداع لتؤكد نجاعة ما يتعلمونه في المرحلة المتوسطة. كما يتيح المشروع الشخصي العديد من الفرص للتميّز في التعلّم والتعبير عن الذات وفقاً للاحتياجات الشخصية لكل طالب، حيث يتمحور حول شخصية الطالب واهتماماته وما يواجهه من تحديات، ليعمل كل طالب على مشروعه بشكل شخصي مستقل.

وتتسم مشاريع المرحلة المتوسطة بكونها متمحورة حول الطلاب ومناسبة لمراحلهم العمرية، مع تمكينها إياهم الانخراط في ممارسات عملية للاستكشاف من خلال دورات من التقصي والبحث والعمل والتأمل. وتساعد مشاريع مرحلة السنوات المتوسطة التلاميذ على تطوير الكفاءات والقدرات المطلوبة لطلاب البكالوريا الدولية، مع تزويدهم بفرص هامة لاستعراض منهجياتهم في التعلّم وترسيخ ثقافة التعلّم المستقل مدى العمر لديهم.

أهداف المشروع الشخصي

يرمي المشروع الشخصي إلى تحقيق أهداف محددة على صعيد مسيرة التعلّم، حيث يحدد ما يجب أن يكون الطالب قادراً على إنجازه في إطار المشروع، وذلك على النحو الموصوف أدناه:

أ. التقصي والتحقيق

من أجل النجاح في تحقيق هذا الهدف، على الطلاب تحديد غاية واضحة وسياق محدّد للمشروع بناء على اهتماماتهم الشخصية، حيث يتعيّن عليهم تحديد سياق ذي صلة بالمادة المتمحور حولها المشروع، وإثبات قدراتهم البحثية.

ب. التخطيط

يتطلب النجاح في تحقيق هذا الهدف تطوير الطلاب للمعايير المطلوبة للنتيجة/المنتج المطلوب، والتخطيط بالشكل المطلوب مع توثيق عملية التخطيط من أجل المشروع، فضلاً عن إثبات قدرتهم على إدارة شؤونهم الذاتية.

ت. التنفيذ الفعلي

للنجاح في هذا الهدف، يجب أن يستفيد الطلاب من المعايير التي طوروها بأنفسهم من أجل بلوغ النتيجة/المنتج المرجو، وذلك مع إثبات قدراتهم على التفكير والتواصل ومهاراتهم الاجتماعية أثناء تطويرهم المنتج.

د. معاينة المنتج النهائي

يقتضي النجاح في هذا الهدف معاينة الطلاب لجودة منتجهم/نتيجتهم ومقارنتها مع التصوّر الأولي الذي وضعوه، مع التأمل والتفكير عميقاً بما اكتسبوه من معارف وما طورّوه من مفاهيم حول الموضوع وسياقه العالمي بفضل المشروع، فضلاً عن التفكير معمقاً بالتقدّم الذي حققوه على صعيد البكالوريا الدولية في هذا المشروع.

ويشترك الأهالي والطلاب في الاستعلام حول المشروع الشخصي في الفصل الثاني من الصف التاسع، وبعد هذه المقدّمة يكون أمام الطلاب عدة أشهر كي يقرّروا بشأن المشروع الذي ينوون دراسته، ومن ثم تقديم مقترح بخصوصه ليحصلوا على مشرف شخصي يدرّبهم أثناء العمل على المشروع في الصف العاشر.